توعدت بمحو إسرائيل عدة مرات.. هل تستطيع إيران تنفيذ تهديدها؟



لا تزال حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في تصاعد مستمر وسط مخاوف من مواجهات عسكرية محتملة بعد الأحداث المتلاحقة بالمنطقة في الأيام السابقة، حيث اتهمت إيران بالقيام بتلك الأفعال الإرهابية، التي بدأت في الإمارات مرورًا بالسعودية، وطلبت الولايات المتحدة بإعادة نشر قواتها في مياه الخليج من جديد.

تفاصيل الأزمة الأخيرة بين إيران وإسرائيل

التوتر بدأ مطلع الأسبوع الماضي، حيث أعلنت الخارجية الإماراتية عن تعرض 4 سفن تجارية لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية، ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، أن هناك تقارير أمريكية أولية تشير إلى تورط إيران في الهجمات التخريبية، بينما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن هذه العمليات التخريبية مشكوك في أمرها وتهدف إلى ضرب الاستقرار بالمنطقة.
وفي صباح الثلاثاء الماضي، استهدفت طائرات دون طيار ملغومة محطتي ضخ لخط أنابيب "شرق - غرب" بالسعودية، إلى جانب استهداف محدود لمحطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة أرامكو، في محافظتي الدوادمي وعفيف بالرياض، حسبما أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح.
لم يمضِ يوم واحد على الأحداث السابقة، حتى نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" عن مسؤول مطلع، إن طهران توقفت رسميا عن التقيد ببعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
وشنت طائرات إسرائيلية غارات على مواقع إيرانية، أمس، في منطقة الكسوة جنوب غربي دمشق، حسبما نقلت "سكاي نيوز" عربية عن مصادر إسرائيلية.
وقال رئيس اللجنة النووية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور، إن الحرب ضد إيران، ستمهد لحرب عالمية ثالثة، وأن أي هجوم على إيران سيعني القضاء على إسرائيل خلال نصف ساعة.

تهديدات سابقة مشابهة من الجانب الإيراني

لم تكن هذه المرة هي الأولى التي تهدد فيها إيران بمحو إسرائيل، فكثيرا ما وجهت إيران تهديدات مباشرة إلى إسرائيل بـ"تسوية تل أبيب بالأرض"، بحال تعرضها لهجوم من الجانب الإسرائيلي.
وفي فبراير من العام الجاري، هدد قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، بأن طهران ستمحو مدنا في إسرائيل من على الأرض، إذا شنت الولايات المتحدة هجوما على الجمهورية الإسلامية في طهران.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "إيرنا"، عن مساعد قائد الحرس للشؤون السياسية، يد الله جواني، قوله: "لا تملك الولايات المتحدة الشجاعة لإطلاق رصاصة واحدة علينا رغم كل إمكانياتها الدفاعية والعسكرية، ولكن إذا هاجمونا فسنمحو تل أبيب وحيفا من على الأرض".
وفي يناير من العام الجاري، بعدما أعلنت إسرائيل أنها قصفت عدة مواقع تابعة لفيلق القدس في سوريا، هددت إيران بـ"محو إسرائيل". وقال قائد القوات الجوية الإيرانية، البريجادير جنرال عزيز نصير زاده: "إن بلاده تنتظر بفارغ الصبر قتال إسرائيل ومحوها".
وفي فبراير 2018، صدر تهديد إيراني شديد جاء على لسان أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، في مهرجان نظمه الحرس الثوري، ردا على تهديدات نتنياهو لإيران قائلا: "نحن نقول له أنّه في حال أقدم الكيان الصهيوني على أصغر تحرّك ضد الجمهورية الإسلامية، فإيران ستسوي تل أبيب بالأرض ولن نمنح نتانياهو فرصة الهرب".
في وقت سابق من شهر فبراير عام 2017، ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية، أنه في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وجهت طهران تهديدًا جديدًا إلى إسرائيل، بحرق تل أبيب في حال توجيه أي تهديد ضدها.
وصرح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني في طهران "مجتبى ذو النور"، أنه إذا أراد العدو إطلاق صاروخ باتجاه إيران، فقبل أن يصل هذا الصاروخ ستحترق تل أبيب بفعل الصواريخ الإيرانية.

خبراء: تهديد إيران ليس جديد والأزمة لن تتخطى المناوشات

التهديد الإيراني المتكرر بمحو إسرائيل من على الأرض، كما يقال في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، اعتبره الخبراء المتخصصون في هذا الشأن بأنه نمط متعارف عليه ومتكرر من الجانب الإيراني وما هو إلى أداة ضغط على الجانب الأمريكي.
الدكتور هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، والخبير في الشؤون الإيرانية، اعتبر أن التهديد الإيراني الأخير بالقضاء على إسرائيل خلال نصف ساعة، هو نمط معروف للخطاب الثوري الإيراني القائم على الجمل الثورية المخابطة للعاطفة، واعتادت استخدامه فيما يخص الملف النووي.
ومن الناحية الواقعية فإن المناوشات بين إيران وإسرائيل لن ترتقي لهذا الحد من المواجهات المباشرة، وحسب حديث سليمان لـ"الوطن"، فإن إيران تحاول التأثير على الولايات المتحدة في العديد من الملفات بهذه التصريحات التي لن تتجاوز فكرة التهديد لأنها تعي جيدا أنها غير قادرة على الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل وأمريكا.
واتفق معه في الرأي الدكتور هشام البقلي، خبير الشأن العربي الإيراني، على اعتبار أن دائما ما تهدد إيران بمحو إسرائيل والقضاء عليها، ولا نخفي قوة إيران العسكرية ولكن لا نغفل أيضا أن اسرائيل هي جزء من الولايات المتحدة الأمريكية ولن تتمكن إيران من مواجهتها.
وأضاف البقلي لـ"الوطن" أن هذا النوع من التصريحات ما هي إلا تصريحات للضغط على الطرف الآخر ولرفع الروح المعنوية للشعب الإيراني.